وحدة التعليم الطبي

نتيجة للانفجار المعرفي والتغيرات الواسعة والشاملة التي حدثت في المعلومات الطبية وكون الطب من العلوم الدائمة التغيير والتحديث لكثرة المستجدات والتحديات التي تواجه هذه المهنة والتي أصبح من غير الممكن ومن غير العادل إعطائها بصورة كاملة للطلبة بل استحالة ذلك لذلك بدأت دول العالم المتقدم خاصة ومن عهد ليس بالقريب بتغيير مناهجها بما يجعل طالب الطب باحثا مدى الحياة وذلك لمواكبة التطور المستمر في هذا المجال وذلك من خلال الاستفادة وتوظيف نظريات التعلم الحديثة والقديمة منها والتي تؤكد إن التعلم لا يتم ألا عن طريق الطالب نفسه من خلال أشراكه بصورة فاعلة في العملية التعلمية وجعله هو محور هذه العملية وليس التدريسي حيث أن المناهج القديمة في هذه البلدان والتي لا تزال متبعة لدينا تعتمد كليا على الأستاذ ودور الطالب هو عبارة عن متلقي سلبي لا يحتفظ ألا بنسبة ضئيلة من المعلومات بعد انقضاء الامتحانات فلذلك كانت الحاجة إلى تغيير كافة المناهج لجميع العلوم وليس الطبية منها فقط (والمقصود بالمناهج ليس المقررات الدراسية فقط بل كل ما يجري من فعاليات في مراحل الكلية كافة ومن طرائق تدريس وامتحانات وتقويم وغيرها مما يصب في تعزيز الاندفاع الذاتي للطلبة في تطوير تعلمهم).

فجاءت المناهج الحديثة بتغييرات شاملة حيث جعلت دور التدريسي كمشرف و مسهل لعملية تعلم الطالب الذي تقع على عاتقه المسؤولية الرئيسية في عملية تعلمه من متابعة و تقصي الحقيقة العلمية من خلال تكليفه بمهام وأنشطة علمية تطبيقية يقوم بإتمامها بمفرده وبالتعاون مع زملائه من أول يوم يدخل فيه إلى الكلية حيث أثبتت النظريات المعرفية بأن التعلم بهذه الصورة الفاعلة وبصورة جماعية يفوق بكثير التعلم بالطريقة التقليدية و المعتمدة على إعطاء المحاضرة واسترجاع المعلومات بالامتحان من غير المعرفة بالفائدة والتطبيق للمعلومة.

ولهذا وحرصا على ردم الهوة الكبيرة في عملية وثقافة التعليم الطبي التي حصلت نتيجة انقطاع العراق عن العالم الخارجي لسنوات طويلة أبان الحكم البائد قامت كلية الطب جامعة واسط وبدعم كبير من رئاسة الجامعة وبتنسيق من العلاقات الثقافية وبتعاون ودعم المجلس الثقافي البريطاني بفتح باب التعاون مع قسم التعليم الطبي في كلية الطب/ جامعة ليستر من أجل تحديث مناهج الكلية. وقد كان التعاون من الجانب البريطاني على درجة كبيرة جدا اشتملت على ثلاث ورش عمل للتثقيف وترسيخ المفاهيم الحديثة (بالنسبة لنا) حول التعليم الطبي ونظريات التعلم وكيف إن المنهج المتبع لديهم يكون بنظام الوحدات (MODULES) حيث إن الطالب لا يدرس مواد دراسية منفصلة كالتشريح و الكيمياء وعلم الأحياء وغيرها من المواد التي تقسم حسب الفروع أنما في هذا النظام يدرس كل جهاز من أجهزة الجسم على شكل وحدة (MODULE) وضمن هذه الوحدة تعطى المواد ذات العلاقة بشكل تكاملي (INTEGRATED) وذلك لتنمية قابلية التفكير الشــــامل لدى الطالب. ويكون التركيز في المرحلة الأولى على العلوم الأساسية وإدخال العلوم السريرية بنسبة 20-25% وفي المرحلة الثانية تكون النسبة بالعكس و خلال كل مرحلة من مراحل الدراسة يكون الطالب مجهز بكتاب للمهام (WORKBOOK) والذي يحتوي على أسماء مسؤولي الوحدة (MODULE) وفيه الأهداف العامة والخاصة والتأكيد على العمل الجماعي وفيه إيضاح للروابط مع الأفكار الرئيسية العاملة في المنهج كالمهنية والأخلاق الطبية والعمل الجماعي وغيرها

استحدثت هذه الوحدة خلال العام الدراسي 2007-2008  ويشرف على عملها عدد من التدريسين الاكفاء من حملة الدكتوراه والماجستير

وتقوم هذه الوحدة بالمهام الآتية :

  • عقد الندوات العلمية الاختصاصية للأطباء والتدريسيين في الكلية .
  • أقامة الحلقات العلمية والسمنارات .
  • أقامة الدورات التطويرية لمنتسبي الكلية ودوائر الدولة الأخرى في المحافظة .

وضمن نشاطات وحدة التعليم الطبي المتواصلة، والتي تهدف الى النهوض بالكادر التدريسي والطلبة على حد سواء اقيمة سلسلة من ورش العمل بواقع يوم واحد من كل اسبوع للاساتذة الجدد الملتحقين بالكلية وعدد من الاساتذة الاخرين كدورات تقوية في مجال التعليم الطبي التكاملي الحديث، وقد تضمنت ورش العمل المحاور التالية:

  • HOW TO DESIGN A CURRICULUM
  • HOW TO WRITE GOOD QUESTION-ASSESSMENT
  • HOW TO WRITE OBJECTIVE FOR YOUR LECTURE
  • HOW TO RUN A SMALL GROUP LEARNING

كما تعمل وحدة التعليم الطبي على اعداد التقارير التي تبين طبيعة الانظمة التعليمية المستخدمة وفوائدها والوحدات التي تم استحداثها من اجل العناية بالطالب كجزء اساسي في نجاح العملية التعليمية.